تدور العديد من الأسئلة حول استراتيجيات كيجان، التي وضعها سبنسر كاجان بهدف تطوير العملية التعليمية والابتعاد عن الأساليب التقليدية، حيث يصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بدلاً من المعلم.
إن الهدف الذي يسعى المعلم لتحقيقه في صفه هو الوصول إلى أفضل النتائج والمخرجات وتلبية المعايير المحددة في المنهج، وهو ما يعتبر حلم كل معلم ناجح. تُعد استراتيجيات كيجان من بين أهم وأفضل الاستراتيجيات التي تحقق الفائدة المرجوة من خلال تطبيق التعلم التعاوني بطريقة منظمة، مما يجعل بيئة التعلم مثيرة وممتعة، وتساعد على إبراز قدرات الطلبة وإبداعاتهم.
تتميز هذه الاستراتيجية بمرونتها، حيث يمكن تطبيقها في جميع المراحل التعليمية، ولا تقتصر على مرحلة معينة. هناك العديد من الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال هذه الاستراتيجية، مثل تعزيز روح العمل الجماعي بين الطلبة، وزيادة ثقة الطالب بنفسه، وتحسين مستوى كفاءته والتحصيل الدراسي. كما تساهم في اكتساب مهارات حياتية متعددة مثل التواصل، وتنمية التفكير الإبداعي، وتعزيز القدرة على حل المشكلات، مما يجعل الطالب شريكًا إيجابيًا في بناء مجتمعه.
يتلخص دور المعلم في هذه الاستراتيجية في كونه مرشدًا لطلابه، حيث يدير العملية التعليمية بمهارة، ويطرح الأسئلة، ويشجع الطلبة على النقاش وتبادل وجهات النظر المختلفة، مما يعزز الاحترام والتقدير بين الجميع.
أما دور الطالب فهو إيجابي بحت، حيث يتفاعل بشكل نشط، ويقوم بالاستقصاء والبحث عن المعلومات وتنظيمها. ومن المهام الأساسية للطالب في هذه الاستراتيجية دعم زملائه ومساعدتهم، مما يعزز مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية بينهم، ويربط الخبرات السابقة بما يتعلمونه حديثًا، مما يساعد في تنمية حس المسؤولية والمرونة.
من الأمثلة على تطبيق استراتيجيات كيجان استخدام نموذج تعلم الأقران، أو السباق الثنائي، أو السباق الدائري بين أفراد المجموعة، بالإضافة إلى نموذج "قف ثم زاوج وشارك" والعديد من النماذج الفعالة الأخرى.
تتضمن الاستراتيجية وظيفتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالجانب الأكاديمي، مثل بناء المعارف وتعلم المهارات، والثانية تدور حول تنمية العلاقات بشكل إيجابي وحماسي.
لضمان نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية، يجب على المعلم التخطيط بشكل سليم، وشرح قواعد اللعبة بوضوح، وتحديد دور كل طالب في المجموعة، وتنظيم المجموعات بشكل صحيح، وتقديم المساعدة عند الحاجة، والأهم هو التقييم المستمر لمخرجات التعلم.
