في ظل التغيرات التي شهدها العالم بعد جائحة كوفيد-19، أصبح من الضروري التكيف مع متطلبات العصر الجديد. في هذا المقال، نستعرض التوجهات الحديثة في مجال الموارد البشرية لعام 2024وما بعدها.
تعتبر سنوات 2021 و2022 من أصعب الفترات في التاريخ الحديث، ولكن كما يُقال، "تأتي الفرص مع التحديات". لقد أثر الوباء بشكل كبير على أسلوب حياتنا وعملنا. ومع بداية عام 2022، أصبح من الضروري التكيف مع متطلبات العالم الجديد. سنستعرض في هذا المقال التوجهات الجديدة في الموارد البشرية التي ستشكل مستقبل العمل.
نتيجة للتغيرات التي شهدناها، اعتمدت العديد من المؤسسات أساليب جديدة للتواصل وإنجاز المهام. كان التحدي الأكبر أمام مسؤولي الموارد البشرية، حيث شهدت جميع جوانب إدارة الموارد البشرية تغييرات جذرية. انتقلنا إلى العمل عن بُعد، وأصبحت مقابلات العمل تُجرى عبر الإنترنت، وأصبحت الاجتماعات الافتراضية جزءًا من روتيننا اليومي، مما فتح آفاقًا جديدة للعمل. سنسلط الضوء على بعض التوجهات الجديدة في الموارد البشرية التي غيرت ديناميكيات الإدارة.
**العمل عن بُعد**
رغم أن مفهوم العمل عن بُعد لم يكن جديدًا، إلا أن العديد من المؤسسات كانت تفتقر إلى السياسات والأدوات اللازمة لتطبيقه. ومع تفشي الوباء، اضطرت المؤسسات للتكيف مع هذا النمط من العمل بشكل سريع. وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي، يفضل 98% من الأفراد الاحتفاظ بخيار العمل من المنزل.
كان من المفاجئ للكثير من أصحاب العمل سرعة توفير الأدوات اللازمة للموظفين للعمل من منازلهم، ولكن بعد فترة من التكيف، أدركت المؤسسات أن العمل لا يجب أن يرتبط دائمًا بمكان محدد. إذا تم تطبيق نظام العمل عن بُعد بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يعزز إنتاجية الموظفين.
من المتوقع أن يستمر العمل عن بُعد في السنوات القادمة، حتى بعد انتهاء الوباء. بينما قد لا تتخلى جميع المؤسسات عن العمل من المكاتب، فإنها ستقدم لموظفيها نظام العمل "الهجين".
**التعلم عن بُعد**
أجبر العمل عن بُعد الموظفين على التعلم والتكيف مع الأدوات والتكنولوجيا الجديدة. وقد أصبح التعلم عن بُعد، أو التعلم الإلكتروني، توجهًا متزايدًا، حيث تتوفر العديد من البرامج التدريبية وورش العمل عبر الإنترنت، مما يتيح للموظفين فرصًا جديدة للتطوير.
**تطوير المهارات**
أظهرت دراسة حديثة من Udemy أن الطلب على تحسين المهارات زاد بنسبة 38% في عام 2021. تعكس هذه النسبة الكبيرة الحاجة المتزايدة لتطوير المهارات في عصر التكنولوجيا المتسارعة. يمكن للمؤسسات توظيف خبراء جدد، ولكن إعادة تدريب الموظفين الحاليين يعد خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة.
**منصات التواصل والاجتماعات الإلكترونية**
مع الانتقال للعمل عن بُعد، اعتمدت العديد من المؤسسات على منصات الاجتماعات عبر الفيديو مثل Microsoft Teams وZoom وGoogle Meet. هذه المنصات كانت نقطة انطلاق مهمة، ومع استمرار هذا الاتجاه، ستحتاج المؤسسات إلى تعزيز التحول الرقمي لتحسين تجربة الموظف.
**متابعة حضور وأداء الموظفين إلكترونيًا**
يواجه قسم الموارد البشرية تحديًا كبيرًا في تتبع الموظفين إلكترونيًا. مع العمل عن بُعد، تغيرت طرق المتابعة بشكل جذري، مما يتطلب الاعتماد على حلول أتمتة عمليات الموارد البشرية.
**التركيز على الصحة النفسية للموظفين**
أثرت جائحة كوفيد-19 على الصحة النفسية للموظفين بشكل كبير، مما جعل مبادرات الصحة النفسية ضرورة ملحة. تقع على عاتق مسؤولي الموارد البشرية مسؤولية تنفيذ مبادرات تدعم الصحة النفسية مثل ساعات العمل المرنة وزيادة الإجازات المدفوعة.
**أتمتة مهام وعمليات الموارد البشرية**
يقضي موظفو الموارد البشرية وقتًا كبيرًا في مهام روتينية. لذا، أصبح من الضروري الانتقال إلى أنظمة إدارة الموارد البشرية التي توفر الوقت والجهد وتقلل من الأخطاء البشرية، مما يتيح التركيز على المهام الأكثر أهمية.
إليك بعض المهام التي يمكن أتمتتها:
- إدارة الرواتب
- متابعة الحضور والانصراف
- تقييم الأداء
- الخدمة الذاتية للموظف عبر تطبيقات الهاتف
- استقبال الموظفين الجدد وإنهاء خدماتهم
- تتبع طلبات التوظيف.