· مستقبل التعليم: هل سيتوجه الطلاب إلى الجامعات أم سيصبح التعليم إلكترونياً؟

مستقبل التعليم: هل سيتوجه الطلاب إلى الجامعات أم سيصبح التعليم إلكترونياً؟

The- future -of -education

تُعتبر مسألة كيفية تلقي الطلاب تعليمهم في المستقبل القريب من الأسئلة الملحة التي تثير الكثير من النقاشات. هل ستظل الجامعات مكاناً يتوجه إليه الطلاب لاكتساب المعرفة والمهارات، أم أن التعليم سيصبح بشكل كامل إلكترونياً؟ هذا السؤال يشغل بال الأكاديميين أنفسهم. 

مع انتشار جائحة كورونا، تسارعت وتيرة التحول نحو التعليم الإلكتروني، رغم أن هذا النموذج كان موجوداً سابقاً عبر منصات مثل كورسيرا وإدإكس. إلا أن التحول الحقيقي يكمن في تغيير النموذج التعليمي وآلية تفكير المؤسسات التعليمية، حيث انتقل التركيز من جذب الطلاب للسفر إلى مقر الجامعة إلى نقل الجامعة نفسها إلى الطلاب من خلال إنشاء فروع لها في دول أخرى. مثال على ذلك هو جامعة نيويورك التي أنشأت فروعاً في أبوظبي وشنغهاي.

أكد أحد الأكاديميين من جامعة نيويورك خلال حلقة نقاشية حول مستقبل التعليم الجامعي، أن الجامعات التي لا تسعى إلى العالمية من خلال إنشاء فروع في دول متعددة لن تستطيع البقاء في القرن الحادي والعشرين. كما أشار أحد المشاركين من مركز كولومبيا للدراسات إلى استجابة جامعة كولومبيا لجائحة كورونا من خلال إنشاء تسع مراكز مؤقتة حول العالم لاستقبال الطلاب الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الولايات المتحدة بسبب قيود السفر. 

تمت الإشارة أيضاً إلى ملاحظة من والدة أحد الطلاب، التي ترى أن التحول في التعليم الجامعي سيؤدي إلى تقسيم التعليم إلى نوعين: الأول عالي الجودة ولكنه محدود العدد، حيث يستمر التعليم التقليدي بتفاعل الطلاب مع المعلمين وجهًا لوجه، والثاني تعليم إلكتروني يُقدّم من قبل معلمين بدوام جزئي بمؤهلات أقل، مما يؤدي إلى تفاوت في جودة التعليم وزيادة الفجوة بين الطلاب. التحدي يكمن في رفع كفاءة المعلمين، خاصة أولئك الذين سيعملون بدوام جزئي، والتأكد من مؤهلاتهم قبل قبولهم.

من جهة أخرى، بدأت الجامعات المرموقة في قبول طلاب من جامعات كانت تُعتبر أقل كفاءة، كما فعلت جامعة مجيل بفتح أبوابها لطلاب من جامعة الناس. هذا يدل على أن الجامعات بدأت تتبنى عقلية أكثر انفتاحاً لتقبل طلاب من خلفيات ومستويات متنوعة.

لا مفر من تقديم التعليم إلكترونياً، ولكن هناك توجه للحفاظ على وجود الطلاب في المباني الجامعية، بحيث تكون التعليمات وجاهية وإلكترونية في آن واحد. من المهم عدم الاستغناء عن المباني الجامعية كلياً، بل تحويلها إلى أماكن للتفاعل الاجتماعي بين الطلاب. مثال على ذلك هو جامعة هلسنكي التي استثمرت في توسيع مكتبتها لتكون مكاناً مريحاً للطلاب، مما يعزز من بناء العلاقات الاجتماعية والتعلم في نفس الوقت.

لقد تعلمنا الكثير خلال جائحة كورونا وما زلنا نعمل على تطوير قدراتنا للتكيف مع المتغيرات المستمرة. هذه واحدة من المهارات التي يجب على الأفراد اكتسابها، وهي القدرة على إعادة ابتكار أنفسهم باستمرار لمواكبة التغيرات. يبقى التحدي الأكبر هو التعامل مع الضغوط النفسية الناتجة عن هذا الأمر، حيث تزداد صعوبة إعادة الابتكار مع تقدم العمر.

العالم الرقمي الذي نواجهه يحمل في طياته تحديات وفرصاً عديدة، ويجب علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع هذه التغيرات الجديدة لنستفيد إلى أقصى حد من الاقتصاد الرقمي الذي يتشكل أمامنا، لنتمكن من بناء حياة يمكننا أن ننظر إليها في المستقبل ونقول: "يا لها من رحلة حياة رائعة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

Ads by Eonads

عذرًا، الصفحة غير موجودة!

يبدو أنك وصلت إلى رابط خاطئ أو تم حذف الصفحة.

العودة إلى الصفحة الرئيسية

ربما تعجبك هذه المواضيع: